الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة إلى هيئة الإفريقي : فاتكم القطار !

نشر في  16 أفريل 2014  (20:53)

تلقّيت دعوة لطيفة في الأسبوع الماضي للحضور في برنامج «الأحد الرياضي» لإبداء الرأي في بعض المواضيع والملفات الرياضية التي تشغل بال الرياضيين والمتتبعين للشأن الكروي ببلادنا، خصوصا أمام استفحال ظاهرة العنف وعودة العقلية الجهوية و النعرة العروشية .. لبّيت الدعوة بعد اعتذاري في البداية خشية أن أكرّر ما كنت أقوله منذ سنوات في هذا الموضوع بالذات، ولكن ما حدث صراحة في ملعب سوسة الأولمبي بمناسبة مباراة النجم والصفاقسي جعلني أقتنع بالدعوة للمشاركة في الحوار المخصص للوضع لإبداء رأيي المتواضع بخصوص الوضع الذي وصلنا إليه..
كما تطرّقنا في الحصة للحديث عن العديد من المواضيع والفرق وتوقّفت شخصيا عند التصريح الذي كان أدلى به الناطق الرسمي الجديد للإفريقي الأستاذ نبيل السبعي حول اعتزام الهيئة المديرة فرض الإنضباط من هنا فصاعدا والتعامل بحزم مع التسيّب وسوء السلوك، وقد عقّبت على كلامه بالقول أن هذا القرار جاء متأخّرا وأن الإفريقي الذي كانت تحلم جماهيره العريضة بالإنتصارات والتتويجات بعد مجيء الرياحي تضرّر من غياب الإنضباط وتواضع المسيرين الذين فشلوا فشلا ذريعا في تسيير هذه الجمعية.. لقد ارتكبت العديد من الأخطاء الإدارية بسبب جهل المسؤولين أحيانا وتقصيرهم أحيانا أخرى، أخطاء في الإنتدابات وفي طريقة التعامل مع اللاعبين ومع الإشكاليات التي اعترضت الفريق.. كانت الأجواء متأزمة حتّى لما كان الافريقي يحتلّ طليعة الترتيب، ونتذكر هنا الإستقالة الجماعية لعدد من أعضاء الهيئة المديرة بسبب وجود هيئة موازية بضاحية البحيرة حيث يوجد مكتب رئيس النادي وبسبب استحالة العمل في أجواء مشحونة..
قلت أيضاً إن السيد سليم الرياحي الذي جاء للإفريقي لتحقيق ً مشروعه ً ولا ندري عن أي مشروع يتحدّث، أخفق في اختيار أعضائه في الهيئة المديرة بعد أن وضع ثقته في أشخاص غير مؤهلين للتسيير بقدر اختصاصهم في «البزنس» وأشياء أخرى، في المقابل لابد من الإعتراف بأنّ هذا الرجل أعطى بسخاء ودون حساب للإفريقي، ولكن المال وحده لا يصنع النجاح ولا يحقق الألقاب كلّما غابت البرمجة العلمية الواضحة وغاب معها الأشخاص القادرون على تجسيم هذه البرامج وإخراجها إلى النور في إطار نواميس الإحتراف الحقيقي ومبادئه وشروطه.. كانت الخيبة كبيرة للرياحي وقبله لجماهير الفريق العريضة، لأننا لا نشك لحظة في أن هذا الأخير كان يريد أن ينجح وينجز مع ناديه ما عجز عن تحقيقه غيره حتّى يضرب عصفورين بحجر واحد.. دخول التاريخ من بابه الكبير وصعود أسهمه في بورصة السباق الإنتخابي على اعتبار أن هناك من يُؤكّد أن دخول الرياحي إلى الإفريقي كان لغايات انتخابية ومصلحية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تحقيق الغايات والمصالح الشخصية من خلال مباشرة التسيير الرياضي والإستثمار في هذا القطاع ليس عيبا أو جريمة، ناهيك أن العديد من الشخصيات الخليجية ورجال الأعمال في العالم إشتروا جمعيات بأكملها وأصبحوا مالكين لها، وهي جمعيات عريقة وكبيرة وشهيرة على غرار تشيلسي الأنقليزي وفولهام وباري سان جرمان وموناكو الفرنسيين وأنتار ميلان ونواد أخرى باتت ملكا لأشخاص، لكن الفارق أن هؤلاء دخلوا من أجل النجاح ووفروا له كل السبل لتحقيقه في حين أخفق السيد الرياحي في تقديره للأشياء وفي اختياره للأشخاص المحيطين به، فخسر في الوقت الذي كان يفترض فيه ألا يخسر..
من جهة أخرى لا بد من الإعتراف بأن الرياحي لا يتحمّل وحده مسؤولية الإخفاق في الإفريقي بل هناك أطراف أخرى علاوة على تلك المحيطة به ساهمت بدورها في توتير الأجواء وعرقلة مسيرة النادي، وهؤلاء الذين يعرفهم جمهور الفريق لا تسكت ألسنتهم ولا تملّ ولا تكلّ عن زرع الفتنة و» كهربة» الأجواء كردّ فعل عن إبعادهم أو عدم تكليفهم «بمسؤولية» وبالتالي نيل نصيبهم من «الغنيمة»، فيضعون المقابل المالي أو المسؤولية وما يأتي من وراءها شرطا أساسيا للسكوت.. هؤلاء الانتهازيون الذين نجدهم في أغلب النوادي إن لم نقل جميعها أصبح لديهم اختصاص إشعال نار الفتنة وتوتير الأجواء مرّة مع هذا وأخرى مع ذاك وعلى قدر العطاء والسّخاء يكون لهيبهم.
أعود إلى ما جاء في برنامج الأحد الرياضي، حيث أعلمني أحد الزملاء هناك أن الناطق الرسمي للإفريقي الأستاذ نبيل السبعي لم يرق له ما قلته في شأن الإفريقي في تلك الحصة وخاصة في موضوع الإنضباط الذي أكد قرار انتهاجه من هنا فصاعدا، لذلك أردت أن أقول له ـ وبكل ود ـ أن ما قلناه هو الحقيقة أو لنقل جزءا قليلا مما يجب أن يعرفه جمهور الإفريقي، وأن مثل هذه التصريحات حول فرض الإنضباط لا تعدو أن تكون حبات مسكّنة سئمها هذا الجمهور ومللها ولم يعد مستعدا لسماعها من جديد، لذلك نقول للناطق الرسمي من جديد «فاتكم القطار» لأن من يريد تطبيق الانضباط ومقاومة التسيّب والإنحلال والدلال كان عليه أن يفعل ذلك منذ بداية الموسم وليس في الأربع جولات الأخيرة من الدّوري..
وقبل أن أختم أريد أن أشير إلى أن من يعتقد بأننا مطالبون بتلميع صورة المسؤولين وتضليل الجماهير فقد أخطأ العنوان وللحديث بقية.


عادل بوهلال